"الإنسان له خمس حواس فقط" خرافة نفسية

 لطالما كان مفهوم الحواس الخمس، التي تشمل البصر، السمع، الشم، التذوق، واللمس، سائدًا في الثقافات الشعبية والمناهج الدراسية. وهذا التصور البسيط والمنظم يعكس فهمًا قديمًا لأدوار الحواس البشرية في تفاعل الإنسان مع البيئة. إلا أن هذه الفكرة، رغم شيوعها، هي خرافة نفسية قديمة تعكس تبسيطًا مفرطًا للواقع العلمي المعقد. في هذا المقال، سنتناول فحصًا علميًا لهذه الخرافة من خلال الأدلة العلمية المتوفرة حاليًا في علم الأعصاب وعلم الفسيولوجيا، بالإضافة إلى مناقشة الحواس التي تتجاوز الحواس الخمس التقليدية، والآثار المترتبة على التمسك بهذا المفهوم الخاطئ.


_
الجذور التاريخية لفكرة الحواس الخمس

إن جذور مفهوم "الحواس الخمس" تعود إلى الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو، الذي كان قد قسم الحواس البشرية إلى خمس فئات: البصر، السمع، الشم، التذوق، واللمس. بالنسبة لأرسطو، كانت هذه الحواس هي السبيل الوحيد لفهم كيفية تفاعل الإنسان مع العالم الخارجي. لكن أرسطو، في سياق تلك الفترة، لم يكن يمتلك الأدوات المعرفية أو التكنولوجية التي تمكنه من فحص العوامل البيولوجية والدماغية بشكل دقيق.

ومع تقدم العلوم في القرن التاسع عشر والعشرين، وبالتحديد في مجالات علم الأعصاب وعلم الفسيولوجيا، بدأ العلماء يكتشفون أن الإنسان يمتلك أكثر من خمس حواس. العديد من هذه الحواس تُسمى "الحواس الحشوية" أو "الداخلية"، التي لا تتعلق فقط بالتفاعل مع البيئة الخارجية ولكن أيضًا بالموازنة الداخلية للجسم.

·         البصر: رؤية العالم المحيط.

  • السمع: الإحساس بالأصوات.
  • الشم: التفاعل مع الروائح.
  • التذوق: الاستجابة للمذاقات المختلفة.
  • اللمس: الإحساس بالملمس والضغط ودرجة الحرارة.

كانت هذه الحواس الخمس بمثابة فئة مرجعية لفهم كيفية تفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة به، خصوصًا في أوقات غياب الأدوات التكنولوجية المتقدمة التي تساعد في دراسة وظائف الجسم بشكل دقيق. ورغم أن أرسطو وضع هذا التصنيف بناءً على ملاحظات بسيطة لأحساسيات الإنسان، فإن العلم العصبي الحديث قد أظهر أن هذا التصنيف هو تبسيط مفرط للحواس التي يمتلكها الإنسان.

 تاريخ تطور فهم الحواس في العلم العصبي الحديث

1. العصور القديمة والفهم الفلسفي للحواس

في العصور القديمة، كان الفهم البشري للحواس بسيطًا ويعتمد على التجارب اليومية. أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد كان أول من صنف الحواس إلى خمس: البصر، السمع، الشم، التذوق، واللمس. كان يعتقد أن هذه الحواس هي الوسيلة التي يحصل من خلالها الإنسان على المعلومات عن العالم المحيط به، وأنها تنقل فقط معلومات مباشرة تتعلق بالعالم الحسي الخارجي. هذه الفكرة كانت مرتبطة بمفاهيم فلسفية وتفسيريات بسيطة للطبيعة الإنسانية.

2. العصور الوسطى والنظريات الدينية

خلال العصور الوسطى، هيمنت النظريات الدينية على الفهم العلمي، وكان العلماء يعتقدون أن الحواس هي وسائل مبدعة من قبل الله لتوفير المعرفة للإنسان. في تلك الفترة، لم يكن هناك تطور كبير في فهم كيفية عمل الحواس من الناحية العلمية. فالحواس كانت تُعتبر أساسًا من أدوات الإدراك التي تنقل الحقيقة الإلهية للبشر.

3. عصر النهضة والتقدم العلمي

مع بداية عصر النهضة في القرن الخامس عشر والسادس عشر، بدأ العلماء في التحقيق في الأنظمة الحسية من خلال التجارب المباشرة. وقد أسهم هذا التحول في النهج التجريبي في الثورة العلمية التي سادت في القرون اللاحقة. بدأ العلماء في تطوير أدوات جديدة لفحص الجسم البشري ووظائفه، مثل الميكانيكا والتشريح، مما أدى إلى اكتشافات علمية غيرت مجرى الفهم البشري حول الحواس.



_ تطور فهم الحواس في العلم العصبي الحديث

القرن التاسع عشر: علم الأعصاب يحقق انطلاقة جديدة

بمرور الوقت، تطور العلم ليكشف عن تعقيد الجهاز العصبي البشري وآليات الإدراك الحسي. مع تقدم التكنولوجيا، لا سيما في مجالات علم الأعصاب وعلم الفسيولوجيا، أصبح من الواضح أن هناك العديد من الحواس الأخرى غير الحواس التقليدية التي اكتشفها أرسطو. وأثبتت الأبحاث العلمية الحديثة وجود مجموعة من الحواس الإضافية، المعروفة باسم "الحواس الداخلية" أو "الحواس الحشوية"، والتي تعتبر ضرورية للحفاظ على التوازن الداخلي للجسم واستجابته للأحداث البيئية

في العلم العصبي الحديث، تطور الفهم المتعلق بكيفية إدراك الإنسان للبيئة من خلال حواسه بشكل ملحوظ. كان الفكر البشري في البداية يتأثر بمفاهيم فلسفية بسيطة، مثل مفهوم الحواس الخمس الذي طرحه الفيلسوف اليوناني أرسطو. مع تقدم العلم وتطور الأدوات البحثية، بدأ العلماء في إعادة تعريف ما هي الحواس البشرية وكيفية عملها، ليكتشفوا أن لدينا العديد من الحواس الأخرى التي لم تكن معروفة في العصور القديمة.

أ. أولى الاكتشافات العصبية

في القرن التاسع عشر، بدأ علم الأعصاب في التحول إلى علم تجريبي مع اكتشاف العلماء لوظائف الدماغ والأعصاب. فرانسيس جالتون وكارل فريدريك غايل كانا من الرواد الذين اهتموا بتوصيل المعرفة بين الحواس وعملية معالجة الدماغ. سانتياغو رامون إي كاخال، العالم العصبي الإسباني الشهير، قدّم إسهامات هائلة في فهم التشريح العصبي عن طريق دراسات مُتقدمة على الخلايا العصبية. أظهرت أعماله أن الأعصاب هي المسؤولة عن نقل المعلومات من المستقبلات الحسية إلى الدماغ، وأن لكل حاسة مسارًا عصبيًا خاصًا.

ب. اكتشافات جهاز الأعصاب الحسية

ويليام كروغت وتوماس هيليس في بداية القرن التاسع عشر قاموا بدراسة كيفية نقل المعلومات الحسية عبر الأعصاب. بدأوا في التجارب الكهربائية على الحيوانات وتبين لهم لأول مرة أن الحواس تعتمد على التنشيط العصبي لتوصيل الإشارات. كانت هذه اللحظة هي بداية الفهم العلمي الحديث لعمل الحواس.

ج. مفهوم المسارات العصبية

في نفس الفترة، بدأ العلماء مثل هيرمان فون هيلمولتز (1821-1894) بتطوير المفاهيم المتعلقة بكيفية انتقال المعلومات عبر الأعصاب. كما أظهر أن الإدراك الحسي ليس فقط استقبالًا سلبيًا للمعلومات من البيئة، بل هو عملية نشطة تتضمن معالجة واختيار المعلومات التي سيتم تفسيرها.



القرن العشرون: تطوير الأدوات البحثية وفهم الحواس الداخلية

أ. اكتشاف الحواس الداخلية

مع تطور التقنيات المعملية الحديثة في القرن العشرين، بدأ العلماء في اكتشاف حواس جديدة غير الحواس الخمس التقليدية. الحواس الحشوية (أو الداخلية) مثل حاسة الوضع الجسدي وحاسة التوازن تم اكتشافها بشكل تدريجي.

  • حاسة الوضع الجسدي (البروبرسبيشن): في أوائل القرن العشرين، أظهر العلماء أن البشر يستطيعون الشعور بموقع أطرافهم في الفضاء دون الحاجة إلى الرؤية، وذلك بفضل المستقبلات العصبية في المفاصل والعضلات. هذه الحاسة تلعب دورًا مهمًا في تنسيق الحركات الدقيقة والحفاظ على التوازن.
  • حاسة التوازن (الجهاز الدهليزي):
    في نفس الفترة، تم اكتشاف الجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية، الذي يتولى مهمة الحفاظ على التوازن أثناء الحركة. فقد ساعد هذا الاكتشاف على فهم كيف أن حركات الرأس والجسم تُراقب بشكل مستمر للحفاظ على التوازن والقدرة على التنقل.

ب. اكتشاف الألم كحاسة

في النصف الثاني من القرن العشرين، بدأ العلماء في فهم الألم كحاسة مستقلة. في أبحاث مُتعمقة، تبين أن الألم ليس مجرد إشارة غير مرغوب فيها، بل هو آلية تحذيرية أساسية للحفاظ على سلامة الجسم. تمكن العلماء من تحديد المسارات العصبية الخاصة بالألم، والتي تبدأ من المستقبلات الحسية في الجلد أو الأنسجة، وتنتهي في الدماغ حيث يتم معالجتها كألم.

ج. التقدم في الفهم العصبي المتعدد الحواس

أدى تقدم تقنيات تصوير الدماغ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) و التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) إلى دراسة التفاعل بين الحواس وفهم كيفية معالجة الدماغ للمعلومات المتعددة الحواس في وقت واحد. أظهرت الأبحاث الحديثة أن الدماغ البشري ليس مجرد جهاز استقبال للمعلومات الحسية، بل هو معالج نشط يقوم بإعادة تنظيم الإشارات من حواس متعددة لإنشاء تجربة حسية متكاملة.

الحواس الإضافية: beyond the five senses

إن الحواس التي اكتشفها العلم الحديث تتجاوز الخمس التقليدية التي ذكرها أرسطو، وتعمل بشكل متناغم مع بعضها البعض لإثراء التجربة الحسية للإنسان. وفيما يلي سنعرض بعضًا من هذه الحواس التي كانت مجهولة سابقًا:

أ. حاسة الوضع الجسدي (البروبرسبيشن)

تعد حاسة البروبرسبيشن أو حاسة الوضع الجسدي من أهم الحواس التي غالبًا ما يتم تجاهلها عند الحديث عن الحواس التقليدية. هذه الحاسة لا تتعلق بالمعلومات الحسية التي يتم جمعها من البيئة المحيطة بل بتحديد موقع أعضاء الجسم ومواقفه في الفضاء.

تعتمد حاسة البروبرسبيشن على مستقبلات خاصة في العضلات والمفاصل تُسمى المستقبلات الحسية العضلية (Muscle Spindles) ومستقبلات الأوتار (Golgi Tendon Organs). هذه المستقبلات ترسل إشارات إلى الدماغ تساعده على تحديد وضع الأعضاء أثناء الحركة أو عند السكون، مثل معرفة ما إذا كانت اليد مرفوعة أو القدم مثنية، حتى بدون النظر إليها.

الدليل العلمي:

أظهرت الدراسات على الحيوانات والبشر أن الدماغ يعتمد بشكل كبير على إشارات من هذه المستقبلات لتنسيق الحركة. على سبيل المثال، في تجربة أجريت على المصابين بالشلل نتيجة تلف في الأعصاب، تبين أنهم لا يستطيعون تحديد وضع أعضائهم في الفضاء إلا باستخدام البصر أو لمسات اليد الأخرى.

ب. الحاسة الدهليزية (التوازن)

تُعتبر الحاسة الدهليزية من الحواس التي لم يُنظر إليها باعتبارها حاسة منفصلة ضمن الحواس التقليدية. تقع هذه الحاسة في الأذن الداخلية، وتساعد في تحديد توازن الجسم وتنسيق الحركة. يتضمن الجهاز الدهليزي القنوات نصف الدائرية و السلل (otoliths)، التي تراقب حركة الرأس في الفضاء. عندما يتحرك الرأس، ترسل هذه الأجهزة إشارات إلى الدماغ لتنسيق رد الفعل المناسب.

الدليل العلمي:

في تجارب علمية على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز الدهليزي، مثل مرض الدوار أو دوار البحر، تبين أنهم يواجهون صعوبة في الحفاظ على توازنهم أو التنقل في بيئة غير مستقرة، مما يثبت أهمية الحاسة الدهليزية في حياتنا اليومية.

ج. حاسة الألم (الألم الحسي)

الألم ليس مجرد شعور مزعج، بل هو آلية تحذيرية حيوية للإنسان. عندما يتعرض الجسم لإصابة أو مشكلة صحية، تُرسل إشارات من المستقبلات الحسية للألم إلى الدماغ. يُعتبر الألم بمثابة إشارة تحذير تحفز الإنسان على الابتعاد عن مصدر الخطر.

الدليل العلمي:

لقد أظهرت الأبحاث العصبية أن مستقبلات الألم تستجيب للمؤثرات المؤلمة سواء كانت في الجلد أو الأنسجة الداخلية. على سبيل المثال، قام العلماء بإجراء دراسات على مرضى اعتلال الأعصاب الذين فقدوا قدرتهم على الشعور بالألم بسبب تلف في الأعصاب، ولاحظوا أن هؤلاء المرضى عرضة لإصابات خطيرة لأنهم لا يتلقون إشارات تحذيرية كافية.

د. الحاسة الحرارية (الحرارة والبرودة)

تتمثل هذه الحاسة في إدراك التغيرات في درجة الحرارة. فالمستقبلات الحرارية في الجلد تُمكِّن الإنسان من تحديد ما إذا كان جسمه يتعرض لحرارة شديدة أو برودة شديدة. تتنوع هذه المستقبلات بين المستقبلات الحرارية (التي تستجيب للحرارة) و المستقبلات البرودية (التي تستجيب للبرودة).

الدليل العلمي:

أظهرت الأبحاث أن المستقبلات الحرارية في الجلد هي المسؤولة عن إرسال إشارات إلى الدماغ لتحفيز رد الفعل السريع. على سبيل المثال، عند لمس سطح ساخن، يُرسل الدماغ إشارات لأعضاء الجسم لتجنب الحرق.

هـ. حاسة الضغط (الميكانيكية)

تعمل حاسة الضغط على إدراك القوى الميكانيكية التي تؤثر على الجسم. من خلال المستقبلات الميكانيكية المنتشرة في الجلد والأعضاء الداخلية، يتمكن الدماغ من التعرف على القوة المطبقة على الأنسجة، سواء كانت بسبب الضغط أو الاهتزازات أو الحركة.

الدليل العلمي:

أظهرت الدراسات العصبية أن الأنسجة الجلدية تحتوي على مستقبلات ميكانيكية حساسة للضغط واللمس، وهذه المستقبلات تلعب دورًا كبيرًا في تنسيق الحركة اليومية. في حالات مثل التنميل أو خدر الجلد، يمكن أن يؤدي تلف هذه المستقبلات إلى فقدان القدرة على الإحساس بالضغط.

الحواس المتقدمة في الأبحاث الحديثة

مع التطور المستمر في تقنيات دراسة الدماغ، أصبح من الواضح أن الإنسان يمتلك العديد من الحواس التي تتجاوز الخمس التقليدية. الحواس التي تم اكتشافها مؤخرًا مثل حاسة الوقت (القدرة على تقدير مرور الوقت) والحاسة الحرارية و حاسة الضغط تفتح أفقًا أوسع لفهم كيفية تفاعل الإنسان مع بيئته الداخلية والخارجية.

أ. حاسة الوقت

في الأبحاث الحديثة، لوحظ أن البشر يمتلكون القدرة على الإحساس بالوقت، أو بمعنى آخر، على تقدير مرور الزمن. أظهرت دراسة أن الدماغ يحتوي على مستقبلات داخلية (مثل العقد القاعدية والمخيخ) تساعد في قياس مرور الوقت بدقة. هذه الحاسة تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الأنشطة اليومية واتخاذ القرارات.

ب. حاسة الضغط والحرارة

التقنيات الحديثة في علم الأعصاب أظهرت دور المستقبلات الحرارية والميكانيكية في تحسس درجات الحرارة والضغط. هذه الحواس مهمة للبقاء على قيد الحياة، حيث تساعد في حماية الجسم من درجات الحرارة الشديدة أو الضغط الضار.

ü      ان تقدم العلم العصبي قد فتح أمامنا أفقًا جديدًا لفهم الحواس البشرية. من الاكتشافات المبكرة في القرون الماضية إلى التقدم المذهل في تقنيات التصوير العصبي و الدراسات المتعمقة في علم الأعصاب، أصبح لدينا الآن فهم أكثر دقة لما هي الحواس وكيفية عملها بشكل مشترك لتعزيز تجربة الإنسان الحسية.

ü      العلوم العصبية قد أثبتت لنا أن الحواس التي نستخدمها لفهم العالم أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد في العصور القديمة. وبفضل هذا الفهم العلمي المتزايد، نحن الآن قادرون على تطوير علاجات طبية وأكثر فاعلية للعديد من الاضطرابات الحسية والعصبية، وتوسيع آفاق معرفتنا حول كيفية تفاعل الجسم البشري مع بيئته المحيطية.


الآثار النفسية والاجتماعية للخرافة

إلى جانب التأثيرات العلمية التي سبق شرحها، لا يمكننا إغفال التأثير النفسي والاجتماعي الناتج عن التمسك بمفهوم "الحواس الخمس" فقط. فالتعليم القائم على هذا الفهم المحدود قد يحد من قدرة الطلاب على تقدير التنوع البيولوجي وقدرة الإنسان على التفاعل مع العالم.

أ. الفهم العلمي المحدود

يؤدي التشبث بهذا المفهوم الخاطئ إلى تقييد الفهم العلمي لدى الأفراد. فالفهم الصحيح لعمل الحواس الإضافية قد يساعد في فهم أعمق لكيفية عمل الجسم البشري، وقد يساهم في تطوير تقنيات علاجية جديدة، خاصة في المجالات الطبية مثل الطب العصبي وعلاج الشلل أو الاضطرابات الحسية.

ب. التعليم الخاطئ

يُعد التعليم المبسط المقتصر على الحواس الخمس فقط غير كافٍ في تأهيل الأجيال القادمة لفهم الجوانب المعقدة لجهازنا العصبي. من الضروري أن يتعلم الطلاب أن الإدراك الحسي يتعدى الحواس التقليدية الخمس، مما يساعد في تطوير التفكير النقدي والقدرة على استيعاب المفاهيم العلمية المعقدة.

الخاتمة

إن الفكرة السائدة بأن الإنسان يمتلك خمس حواس فقط هي خرافة نفسية قديمة لا تعكس الحقيقة العلمية المعقدة للجهاز العصبي البشري. من خلال الأدلة العلمية الحديثة في علم الأعصاب وعلم الفسيولوجيا، أصبح من الواضح أن هناك العديد من الحواس الإضافية التي تسهم في تجربة الإنسان الحسية والمعرفية. حاسة الوضع الجسدي، التوازن، الألم، الحرارة والبرودة، والضغط هي أمثلة على الحواس التي تلعب دورًا حيويًا في التفاعل مع البيئة الداخلية والخارجية.

إن تجاوز الفهم التقليدي للحواس الخمس يمكن أن يعزز الوعي العلمي ويسهم في تحسين التقنيات الطبية والتعليمية. فمن خلال فحص الحواس الإضافية وفهم وظائفها بشكل أكبر، يمكننا أن نقترب خطوة نحو فهم أفضل لكيفية تفاعل البشر مع العالم.

المراجع:

  1. Gibson, J. J. (1966). The senses considered as perceptual systems. Houghton Mifflin.
  2. Mountcastle, V. B. (2005). The Sensory Hand: Neural Mechanisms of Somatic Sensation. Harvard University Press.
  3. Kandel, E. R., Schwartz, J. H., & Jessell, T. M. (2013). Principles of Neural Science. McGraw-Hill Education.
  4. Goldstein, E. B. (2010). Sensation and Perception. Cengage Learning.

 

تعليقات